سيف الاسلام عضو جديد
عدد المساهمات : 86 نقاط : 112 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 40
| موضوع: كيف نحمي الهوية الثقافية من مخاطر التقليد؟ الثلاثاء 12 يناير 2010, 08:38 | |
| كيف نحمي الهوية الثقافية من مخاطر التقليد؟
لعل من أدهى الدواهي التي حلت ولا تزال بالأمة العربية والإسلامية تلك العلة العضال التي باتت تتطلب علاجاً ناجعاً لا محيص عنه مهما امتد الزمن ألا وهي تبعيتنا العمياء وتقليدنا الغبي في معظم الشؤون للثقافة الغربية الوافدة علينا، خاصة الأمريكية منها التي غدت منتشرة على مختلف الأصعدة ويتشكل من مجموعها كل ما يبعد عن روح العروبة والإسلام إلى أن أصبحت ثقافتنا الأصيلة العريقة أسيرة مقيدة بأغلال ذاك الاستلاب الثقافي الأجنبي الغريب عن طبائعنا وأعرافنا وديننا بدءاً وختاماً، ولقد نشط الأجانب بوعي وتخطيط من أجل أن نرد موردهم الذي يصطدم في الغالب مع مبادئنا القويمة مستغلين فرصة تطرقنا واختلافنا مع أنفسنا وبعضنا للزحف الكاسح الذي يراد له أن يسحق بعتاد جيشه العرمرم وغزوه المتحدي ما بقي من مقومات هويتنا، ولا ريب أن الهجوم الثقافي علينا هو من أخطر التحديات التي نواجهها اليوم وما ذلك إلا لأنه يسلخ الهوية ويقتل الشخصية ويجعل النفوس مهزومة مأزومة، ولذلك فإن اختراق الآخر لنا عبر هذا السلاح هو أفتك شيء ينذر بالهلاك، إن العقل الأوروبي يعمل الآن بكل استراتيجية دقيقة ليظهر تميزه عن العقل العربي والإسلامي الذي يعتبره غبياً لأنه في زعمه يحارب العلم والفلسفة،وإن الخطورة تكمن في أن احتلال العقول يتبعه اختلال السلوك، كما يؤكد الدكتور عاصم أحمد عجيلة في كتابه "المسلمون وتقليد الأجانب" ص 97، وما الخطة التعليمية التي انتشرت في هذا العصر بتقسيم التعليم إلى مدني وديني وإغداق الأموال الباهظة على القسم الأول دون الثاني، وما المناهج الدراسية التي تستشهد برأي فرويد اليهودي وسارتر الوجودي وتترك ابن خلدون الذي خلده التاريخ، وتنزل النظريات الغربية في التربية إلى سوق ثقافتنا الأصيلة إلا سعي حثيث مبرمج ممنهج لتعميق السلوك الذي تريد على أن الأمة وعلى رأسها أصحاب الاختصاص والقرار إلا من رحم الله جاهدون في تنفيذ أفكار إبليس ونشر همزات الشياطين ولا ريب أننا نفرق بين النفيس والرخيص، فنحن نأخذ الحكمة أنى وجدناها كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكننا أمام الرخيص والخسيس يجب أن يكون لنا موقف، فالطاهرون لا يمكن أن يستسيغوا النجاسة أو يرضوا لأبنائهم أن يتقذروا بها حتى لو جاءت بوسائل القهر أو أية وسائل أخرى،
فالمسلم لا يعرف إلا التميز والعزة والفضيلة والسمو بها هو وأسرته ولابد أن يجاهد ويجاهد حتى يبلغ مناه ويحصحص الحق الذي ينشده في ثقافته، وكيف لا وهو من أمة اقرأ بكل ما تحمل الكلمة من دلالة النظر والتأمل والسير على بصيرة وهدى، إن المستشرقين الذين يدأبون من الخارج لتضليل ثقافتنا وتشويه تراثنا وإن المتغربين من أبناء جلدتنا وهم مرضى الغزو الفكري وأعداء الداخل فينا يجب ألا يصلوا في سفههم الثقافي إلى إلغاء الآخر منا ديناً وهوية وعرفاً وثقافة إذ كيف نقبل منهم الحوار الثقافي مع الآخر وهم أبعد ما يكونون عنه تجاهنا وعلى الرغم من أنهم يسمون أنفسهم دعاة التنوير بل هم أدعياؤه وما ثقافتهم إلا ثقافة حائرة ولم يظهر حتى من روادهم إلا متمردون على الفطرة ولم يقدموا للمجتمع أي إبداع حقيقي، وأما المرأة فقد أبدعوا في تطوير ثقافتها إذ نقلوها من التحرير إلى التحريض وهذا ما عناه مصطفى صادق الرافعي عندما قال تجرير المرأة وليس تحريرها! فمن يا ترى يداوي داء الاضطراب الذاتي والانسلاخ الثقافي، من يرأب تلك الصدوع الكبيرة في ثقافتنا، من ينتشل الملايين بعد أن سقطوا في هذا التيه الثقافي، أأولئك الغربيون الأجانب أم هؤلاء المبدعون العرب المقلدون رغم إبداعهم باستجداء الآخر، إن أقل ما يجب أن ينصح به هؤلاء هو أن جذور الثقافة الغربية غير جذور وبذور وتربة ثقافتنا، فإن أبوا فلا أقل من أن يغربلوا ويصفوا هذا المستورد من بعيد قدر الإمكان ليتناسب مع أهم ما لا نتنازل عنه في بيئة ثقافتنا، فالمد العربي والإسلامي الجارف يأبى أن تجرف هويته وهو قادر على المواجهة والتحدي ما بقي في مجتمعاته نهضويون ثقافيون مخلصون وهذا ما نلاحظه في أيامنا هذه من تنامي الصحوة الثقافية التي ولدت كثيراً من شهية الإقبال عليها وترسم خطاها من جديد لنملأ أي فراغ ثقافي مطلوب ونحصن ذاتنا من كل ضار من وافد الثقافات الأجنبية طبقاً لما قاله مالك بن نبي من أن الثقافة نظرية في السلوك أكثر من كونها نظرية في المعرفة ولا شك أن العطاء الثقافي السليم هو الذي يمكن للأمة ويحفظها من الذوبان في هذا الزمن المفتوح الذي يجب أن يستثمر انفتاحه في إتقان وجبات الزاد الثقافي البناء والبعد عن المسطح والمهمش السخيف لأن الحفاظ على شيفرة ورمز الهوية إنما يعتمد على التراث الثقافي الأصيل والتاريخي ذلك أنه من ليس له ماضٍ فليس له حاضر ولا مستقبل، كما قال المهاتما غاندي وذلك فإن تأمل وقراءة التاريخ العربي والإسلامي من أوجب الواجبات لتعميق الانتماء وتأسيس البناء باللبنات المكينة للحصانة والمناعة التي تحفظ الذات وتحرك الطاقة وتشحذ الهمة ولعل ما تقوم به عدة فضائيات هادفة كقناة الجزيرة وقناة الرسالة وقناة اقرأ وقناة المجد، والفضائية السعودية والقطرية والسودانية وقناة الأقصى والقدس وغيرها كثير، وكذلك المجلات والصحف الهادفة والحراك الثقافي والإعلامي عبر المحاضرات والندوات من أقطاب الصحوة والوعي، لعل مثل هذه المحطات التقدمية تكون الموقظة من أي سبات وغفلة تراد للأمة أو يمارسها الجيل بدافع الكسل والجهل والترهل الثقافي، ولعلي في هذا المقام لا أنسى ما تقوم به معارض الكتب الثقافية من دور فعال في هذا المجال، وما يشهده معرض الكتاب الثقافي العشرون في دولة قطر بالدوحة من تذكير مؤثر وحراك معبر عن قيمة ثقافتنا العربية والإسلامية وتراثنا الخالد العريق، ومن نظر في عدد ونوع المضامين الثقافية وجد أن أكثرها إنما يتعلق بما يصبو إليه القارئ الواعي من التمسك بالمفردات الإسلامية الدينية والتربوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، خاصة بعد تنخيل المعروض وعدم السماح إلا بالمفيد قدر الإمكان وذلك بجهد طيب من وزارتي الأوقاف والثقافة فللقائمين عليهما جزيل الشكر ويا حبذا مثل هذه المعارض وإننا لندعو إلى الإكثار منها والتنبه إلى أهمية زاد العقول أكثر من زاد البطون لنكون بيوتاً معمورة بتلك الثقافة الحصينة، معتبرين أن نشرها هو من أهم أعمال الجهاد المدني وأفضل أعمال الخير والبر ولعلها تخرجنا من وهدتنا وانتكاساتنا العارضة التي قلدت الغرب في عروضه الغازية المغرية والمغرضة.
ولا ريب كذلك أن اقتناء وحسن تناول ضروب المعرفة الإسلامية يولد الحاسة التي تطرد أي شعور بالدونية في مقابلة الآخر، كما أنه لا ريب أن الدولة الرشيدة هي التي تبدأ ببناء الإنسان ثقافياً وتعليمياً وهذا ما يفسر وضع دولة اليابان والتعليم على سلم أولياتها بعد أن ضربت في الحرب وصممت أن تنهض وفعلت حتى تبوأت الصدارة في الحضارة اليوم للازدهار التقني والاقتصادي، وهو ما يفسر أهمية الثقافة في تقدم أو تخلف الشعوب أو التأثير عليها وهذا ما فعلته روسيا التي احتلت أفغانستان لأكثر من أحد عشر عاماً، ثم انسحبت تجر أذيال الخيبة، ولما تخلخلت المعادلة بعد فتح كابل ورجع أحد قادة أفغانستان ليلتفت إلى دعم روسي على أي صعيد لم تجد روسيا أفضل من أن تعرض افتتاح مركز ثقافي روسي في العاصمة وقد تم وقتها للأسف القبول بهذا العرض، وهكذا إنما يعتبر التأثير من سلاح الثقافة أكثر فما أحرانا نحن أولياء الأمور أن نتنبه إلى ذلك لنجنب أسرنا كل غزو ثقافي مسموم، وما أجدر المفكرين وأرباب القلم واللسان أن يجيدوا رسم خريطة المفاهيم السلوكية والمضامين الثقافية للجيل بدءاً من العقيدة السليمة ومروراً بحماية اللغة العربية من أعداء النور وأنصار الظلام من أذناب المستعمرين من ذوي القربى الذين يحملون لأمتهم ظلماً أشد مضاضة من ظلم الأجنبي المستعمر، أقول: لعلنا بالتعرف على حقيقة ذاتنا وبالعمل على أن نكون دوماً الأسوة العليا المثلى في العالم الثقافي اليوم ونستلهم من روادنا الأوائل كل المحاسن يشاركنا في هذا عقلاء ومنصفو الغرب الذين شهدوا بحق لتراثنا وثقافتنا ولعلنا بالعمل على تصدير الرشد الأخلاقي والإشارة إلى العديد من المشاهد التي قلدنا فيها الغرب قبل أن نقلده لعل في مثل هذهالإضاءات ما يوضح لنا الطريق لنعود مرة أخرى أمة البعث الثقافي والتجديد الرشيد ونبذ كل سيء من التقليد.
| |
|
اسامه سلامه المديـر العــام
عدد المساهمات : 415 نقاط : 511 تاريخ التسجيل : 18/12/2009 العمر : 43 الموقع : ايطاليا _فاريزى
| موضوع: رد: كيف نحمي الهوية الثقافية من مخاطر التقليد؟ الثلاثاء 12 يناير 2010, 10:02 | |
| | |
|
om yasmina عضو مميز
عدد المساهمات : 284 نقاط : 442 تاريخ التسجيل : 18/12/2009
| موضوع: رد: كيف نحمي الهوية الثقافية من مخاطر التقليد؟ الأربعاء 13 يناير 2010, 00:54 | |
| - سيف الاسلام كتب:
لعلنا بالتعرف على حقيقة ذاتنا وبالعمل على أن نكون دوماً الأسوة العليا المثلى في العالم الثقافي اليوم ونستلهم من روادنا الأوائل كل المحاسن يشاركنا في هذا عقلاء ومنصفو الغرب الذين شهدوا بحق لتراثنا وثقافتنا ولعلنا بالعمل على تصدير الرشد الأخلاقي والإشارة إلى العديد من المشاهد التي قلدنا فيها الغرب قبل أن نقلده لعل في مثل هذهالإضاءات ما يوضح لنا الطريق لنعود مرة أخرى أمة البعث الثقافي والتجديد الرشيد ونبذ كل سيء من التقليد.
بارك الله فيك وجزاك خيرا...في ميزان حسناتك إن شاء الله | |
|
سيف الاسلام عضو جديد
عدد المساهمات : 86 نقاط : 112 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: كيف نحمي الهوية الثقافية من مخاطر التقليد؟ الأربعاء 13 يناير 2010, 01:58 | |
|
جزيتما خيرا اخي اسامة واختي ام ياسمينة على مروركما الطيب
| |
|